ورواه الترمذي وأبو نعيم وغيرهما عن علي بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها، وهذا حديث مضطرب غير ثابت كما قاله الدارقطني في العلل، وقال الترمذي منكر، وقال البخاري ليس له وجه صحيح، ونقل الخطيب البغدادي عن يحيى ابن معين أنه قال إنه كذب لا أصل له، وقال الحاكم في الحديث الأول إنه صحيح الإسناد، لكن ذكره ابن الجوزي بوجهيه في الموضوعات، ووافقه الذهبي وغيره وقال أبو زرعة كم خلق افتضحوا فيه، وقال أبو حاتم ويحيى بن سعيد لا أصل له، لكن قال في الدرر نقلا عن أبي سعيد العلائي الصواب أنه حسن باعتبار تعدد طرقه، لا صحيح، ولا ضعيف؛ فضلا أن يكون موضوعا، وكذا قال الحافظ ابن حجر في فتوى له، قال<صفحة 235> وبسطت كلامهما في التعقبات على الموضوعات انتهى،
وقال في اللآلئ بعد كلام طويل والحاصل أن الحديث ينتهي بمجموع طريقي أبي معاوية وشَريك إلي درجة الحسن المحتج به انتهى،
وقال في شرح الهمزية لابن حجر المكي عند قولهما *كم أبانت عن علوم* أنه حسن، خلافا لمن زعم وضعه انتهى،
وقال في الفتاوى الحديثية رواه جماعة وصححه الحاكم وحسنه الحافظان العلائي وابن حجر انتهى.
وقال ابن دقيق العيد لم يثبتوه، وقيل أنه باطل، وهو مشعر بتوقفه فيما قالوه من الوضع، بل صرح العلائي بذلك، فقال وعندي فيه نظر، ثم بين ما يشهد لكون أبي معاوية حدث به عن ابن عباس وهو ثقة حافظ يحتج بأفراده كابن عيينة وأضرابه، قال فمن حكم على الحديث مع ذلك بالكذب فقد أخطأ، وليس هو من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول، بل هو كحديث أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، فليس الحديث بكذب، لاسيما وقد أخرج الديلمي بسند ضعيف جدا عن ابن عمر أنه قال علي بن أبي طالب باب حطةَّ فمن دخل فيه كان مؤمنا، ومن خرج منه كان كافرا، وأخرجه أيضا عن أبي ذر رفعه بلفظ علي باب علمي، ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبه إيمان وبغضه نفاق، والنظر إليه رأفة،
ورواه أيضا عن ابن عباس رفعه أنا ميزان العلم، وعلي كفتاه، والحسن والحسين خيوطه،
وروى الديلمي بلا إسناد عن ابن مسعود رفعه، أنا مدينة العلم، وأبو بكر أساسها، وعمر حيطانها، وعثمان سقفها، وعلي بابها،