قال في المقاصد وما يحكى على لسان كثيرين في لفظ الحديث وأنه "بلالا" ويتكلفون في توجيهه بكونه نهيا عن المنع، وبغير ذلك فشيء لم أقف له على أصل انتهى،
وأقول مما قيل فيه أن أصله أنفق بلا قولك لا، ومنه أن مصدر بلَّ يبُلُ مشدد اللام، وقد وجهه الجلال السيوطي في الأشباه والنظائر النحوية بأنه من الاتباع وإن كان منادى مفردا علما، وعبارته فيها ومنه اتباع كلمة في التنوين لكلمة أخرى منونة صحبتها كقوله تعالى {وجئتك من سبأ بنبأ} {إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا} في قراءة من نون الجميع، وحديث أنفق بلالا ولا تخشى من ذي العرش انتهت،
وقال في "الهمع"، أواخر الكتاب الخامس: روى البزار في مسنده وغيره أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا، نوّن المنادى المعرفة ونصبه لمناسبة إقلالا انتهى، وأقول ظاهر كلامه في الكتابين أن الرواية بالنصب، ومقتضى ما في المقاصد أنه بالضم فليراجع، وكلام السيوطي لا يفيد حصر الرواية بالنصب، والإمام السخاوي نفى الوقوف فلا ينفي الورود، فمَنْ حَفِظَ حُجَةً على من لم يحفظ، فافهم، أي فهما روايتان فلا منافاة.
636 - إنما الأعمال بالنيات.
مر في الأعمال بالنيات في أول الكتاب.
637 - إنما بُعِثْتُ رحمة، ولم أُبْعَثْ عذابا.
رواه البخاري في التاريخ عن أبي هريرة، وكذا في الأدب المفرد عنه بلفظ إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة.
638 - إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
رواه مالك في الموطأ بلاغا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن عبد البر هو متصل <صفحة 244> من وجوه صحاح عن أبي هريرة وغيره،
ومنها ما رواه أحمد والخرائطي في أول المكارم بسند صحيح عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق،
ومنها ما رواه الطبراني في الأوسط بسند فيه عمر بن إبراهيم القرشي وهو ضعيف عن جابر مرفوعا بلفظ: إن الله بعثني بتمام مكارم الأخلاق وكمال محاسن الفعال، لكن معناه صحيح، ومنها ما عزاه الديلمي لأحمد في مسنده عن معاذ، لكن قال في المقاصد وما رأيته فيه، والذي رأيته فيه أبي هريرة رضي الله عنه.