وسلف ما من عالم أتى صاحب سلطان طوعا إلا كان شريكه في كل لون يعذب به في نار جهنم. وكذا سلف الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ويتبعوا السلطان.
وفي الشعب للبيهقي وما زاد أحد من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا.
وقال الثوري إذا رأيت القاري يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مراء وإياك أن تخدع ويقال لك ترد مظلمة وتدفع عن مظلوم فإن هذه خديعة إبليس اتخذها الفقراء سلما وقوله أيضا إني لألقى الرجل أبغضه فيقول لي كيف أصبحت فيلين له قلبي فكيف بمن أكل ثريدهم ووطئ بساطهم
ومن ثم ورد اللهم لا تجعل لفاجر عندي نعمة يرعاه بها قلبي
وقال أبو إسحاق السبيعي من أغناه الله عن أبواب الأمراء وأبواب الأطباء فهو سعيد.
وعن بشر بن الحارث أنه قال ما أقبح أن يطلب العالم فيقال هو بباب الأمير.
أخرج أحمد وغيره عن الفضيل بن عياض قال آفة الفقراء العجب واحذروا أبواب الملوك فإنها تزيل النعم فقيل له يا أبا علي كيف تزول النعم قال الرجل يكون عليه من الله نعمة ليست له إلى خلق حاجة فإذا دخل على هؤلاء الملوك فرأى ما بسط لهم في الدور والخدم استصغر ما هو فيه فتزول النعم،
ولقي ابن عمر ناسا خرجوا من عند مروان فقال من أين جئتم قالوا من عند الأمير قال فهل كل حق رأيتموه تكلمتم به وأعنتم عليه وكل منكر رأيتموه أنكرتموه ورددتموه عليه قالوا لا والله بل يقول ما ينكر فنقول قد أصبت أصلحك الله ثم إذا خرجنا من عنده نقول قاتله الله ما أظلمه وأفجره فقال كنا نعد هذا نفاقا لمن كان هكذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2828 - نعم البيت الحمام فإنه يذهب بالوسخ ويذكر الآخرة.
رواه ابن منيع بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه. وتقدم في حرف الباء من رواية ابن عدي عن ابن عباس بئس البيت الحمام ترفع فيه الأصوات وتكشف فيه العورات وهما محمولان على حالتين على فرض صحة بئس البيت الحمام وإلا فقد نقل في الميزان عن الدارقطني أنه قال فيه صالح بن أحمد القيراطي البزار متروك كذاب وأن ابن عدي خرج الحديث فقال يسرق الحديث ثم ساق له هذا الخبر. كذا في شرح المناوي ملخصا.