وقد نظم بعضهم أسماء الكذابين الوضاعين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
أحاديث نسطور ويسر ويغنم * وبعد أشج القيس ثم خراش
ونسخة دينار وأخبار توبة * أبي هدية القيسي شبه فراش
والأحاديث المنسوبة إلى محمد بن سرور البلخي وأحاديث شهر بن حوشب كلها موضوعة، وأسماء الضعفاء والمتروكين عند أئمة الحديث شهر بن حوشب وحماد بن عمر النصيبي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وأيوب بن عتبة ومحمد بن الجربياري ومحمد بن سرور البلخي وسمعان المهدي وجعفر بن هارون الواسطي وعبد الله بن المسور المدائني وأبو عاتكة طريف بن سليمان وأبو عقال هلال بن زيد وأبو سعيد عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين وأبو زيد بن عبد الرحمن بن زيد الجراري العجمي البصري وأبو سعيد عبد الله بن قيس الرقاشي وأبو سعيد عبد المنعم بن نعيم.
ومنها الأحاديث في فضيلة رجب وأقول لكن منها أحاديث ضعيفة وليست بموضوعة كما نبه على ذلك ابن حجر العسقلاني في تبيين العجب فيما يتعلق برجب.
ثم قال الصغاني: ومنها قولهم رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي.
ومنها فضيلة كل شهر ويوم وليلة كما ذكر صاحب يواقيت المواقيت والصحيح ما جاء في الكتب العشرة كالصحيحين وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والدارقطني وسائر أئمة الحديث ممن يعتبر قولهم في هذا الباب ويكون حجة وعند أولي الألباب وكل عاقل أديب وفطن لبيب يعرف من ركاكة تلك الألفاظ أنها ليست من كلام المؤيد بالفيض الإلهي في الكشف القدسي بقوله: أنا أفصح العرب والعجم.
وأقول لكن ما استند إليه من حديث: أنا أفصح العرب والعجم. قال السيوطي فيه لا يعلم من خرجه ولا إسناده، قال الصغاني وهذا من جنس اعتناء بعض الأغبياء الجهال والعوام الضلال يدعوهم بدعاء تمخيشا وتمشيشا وتمخيثا، ودعائهم في الشدائد بأسماء أصحاب الكهف ودعاء شميخ وغيرهم من الدعوات المجهولة بزعمهم أن هذه من أسماء الله العظام والأدعية المستجابة عند العلام، وأنه من التوراة والإنجيل ولسنا ملتزمين في شريعتنا بتلك الأدعية في الصباح وامساء، ولم يقل بها أحد من العلماء بل وضعها أغبياء الأدباء وسفهاء القصاص لتغرير العوام وجمع الحطام، وقد قال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) قال عليه الصلاة والسلام: إن لله تسعة وتسعين إسما من أحصاها دخل الجنة. ولم يعدها من أئمة الحديث غير الترمذي.
والشيطان في أكثر الأزمان يظهر لتلك السماء تأثيرات ومنافع لأجل غرر الجهال، وربما يكون التلفظ بتلك الأسماء كفرا وليس لنا أن نتكلم بكلام لا يعرف معناه بالعربية، وقد قال تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شيء) وهو يقول ويدعو: هباشراهيا إذوياء أصباوت، فكن متبعا لهذه الدقيقة فقد ضل بها خلق كثير وقانا الله عن البدع والأهواء والفتنة المدلهمة الظلماء كالليلة السوداء، وكذا الإعتناء بألف إسم وإسم واحد يدعون بعض العوام بها ولم يرد فيها خبر ولا أثر عن السلف الصالح وأئمة الهدى، بل بعضها كفر لأن أسماء الله تعالى توقيفية لا يجوز لنا أن ندعو إلا بما ورد في الكتاب والسنة فنقول يا كريم ولا نقول يا سخي ونقول يا عالم ولا نقول يا عاقل.
ومن الأحاديث الموضوعة ما جاء في فضيلة أول ليلة جمعة من رجب الصلاة الموضوعة فيها التي تسمى صلاة الرغائب لم تثبت في السنة ولا عند أئمة الحديث، وإن ذكره صاحب الإحياء وصاحب قوت القلوب لأن السنة لا تثبت إلا بقول النبي صلى الله عليه وسلم أو فعله أو تقريره.