وكتب الكثير من تصانيف الشيخ بل قرأ عليه أكثرها، وتخرج به في الحديث، بل دربه في إفراد زوائد كتب كالمعاجم الثلاثة والمسانيد لأحمد والبزار وأبي على الكتب الستة وابتدأ أولاً بزوائد أحمد فجاء في مجلدين، وكل واحد من الخمسة الباقية في تصنيف مستقل، إلا الطبراني الأوسط والصغير فهما في تصنيف، ثم جمع الجميع في كتاب واحد محذوف الأسانيد سماه (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) وكذا أفرد زوائد صحيح ابن حبان على الصحيحين (اسمه: موارد الظمآن لزوائد ابن حبان) ورتب أحاديث الحلية لأبي نعيم على الأبواب ومات عنه مسودة فبيضة وأكمله شيخنا (أي الحافظ ابن حجر) في مجلدين، وأحاديث الغيلانيات والخلعيات، وفوائد أبي تمام، والأفراد للدارقطني أيضاً على الأبواب، ومات عنه مسودة فبيضه وأكمله شيخنا في مجلدين، ورتب كلاً من ثقات ابن حيان وثقات العجلي على الحروف.
وأعانه الزين العراقي بكتبه ثم بالمرور عليها وتحريرها وعمل خطبها ونحو ذلك، وعادت بركة الزين عليه في ذلك وفي غيره.
كما أن الزين استروح بعد بما عمله سيما المجمع.
وكان عجباً في الدين والتقوى والزهد والإقبال على العلم والعبادة والأوراد وخدمة الشيوخ وعدم مخالطة الناس في شيء من الأمور، والمحبة في الحديث وأهله.
وحدث بالكثير رفيقاً للزين بل قل أن حدث الزين بشيء إلا وهو معه وكذلك قل أن حدث هو بمفرده.
لكنهم بعد وفاة الشيخ العراقي أكثروا عنه، ومع ذلك فلم يغير حاله ولا تصدر ولا تمشيخ، وكان مع كونه شريكاً للشيخ يكتب عنه الأمالي بحيث كتب عنه جميعها وربما استملى عليه، ويحدث بذلك عن الشيخ لا عن نفسه إلا لمن ضايقه.
ولم يزل على طريقته حتى مات في ليلة الثلاثاء تاسع عشر رمضان سنة سبع بالقاهرة ودفن من الغد خارج باب البرقية منها رحمه الله وإيانا.
قال شيخنا (ابن حجر) في معجمه: وكان خيراً ساكناً ليناً سليم الفطرة شديد الإنكار للمنكر كثير الاحتمال لشيخنا ولأولاده محباً في الحديث وأهله.