كتاب الإيمان
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين رب يسر يا كريم. رب يسر وأعن وتمم يا كريم.
باب فيمن شهد أن لا إله إلا الله
1- وبسند أحمد حدثنا أبو اليمان أنبأ شعيب عن الزهري، أخبرني رجل من الأنصار من أهل الفقه أنه سمع عثمان بن عفان رحمة الله عليه يحدِّث: أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي النبي صلى الله عله وسلم حزنوا عليه حتى كاد بعضهم يوسوس قال عثمان: وكنت منهم فبينا أنا جالس في ظل أُطمٍ (الأُطم: بناء مرتفع) من الآطام مر عليَّ عمر رحمة الله عليه فسلم عليَّ فلم أشعر أنه مر ولا سلم، فانطلق عمر حتى دخل على أبي بكر رحمه الله فقال له: ما يعجبك أن مررت على عثمان فسلمت عليه فلم يرد علي السلام! وأقبل هو وأبو بكر في ولاية أبي بكر رحمة الله عليه حتى سلما جميعاً، ثم قال أبو بكر: جاءني أخوك عمر فذكر أنه مر فسلم عليك فلم ترد عليه السلام، فما الذي حملك على ذلك؟ قال: ما فعلتُ، فقال عمر: بلى والله قد فعلتَ، ولكنها عُبِّيَّتُكم (العُبَّيَّة: الكبر) يا بني أمية. قال: قلتُ والله ما شعرتُ أنك مررتَ ولا سلَّمتَ. قال أبو بكر: صدق عثمان. وقد شغلك عن ذلك أمر. فقلتُ: أجل. قال: وما هو؟ قال عثمان رحمه الله: توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم قبل أن اسأله عن نجاة هذا الأمر، قال أبو بكر: