
الحــذر .. الحــذر
اخواني :غاب الهدهد من سليمان فتوعده ..
بقولة " لأعذبنه" فيا من يغيب طول عمره أما تحذر غضبنا?!
خالف موسى الخضر، في طريق الصحبة ثلاث مرات..
فحل عقدة الوصل بكف "هذا فراق بيني وبينك "
أما تخاف يا من لم يف لنا قط، أن نقول في بعض خطاياك
"هذا فراق بيني وبينك"
كان الحسن شديد الخوف والبكاء فعوتب على ذلك فقال :
ومايؤمنني أن يكون إطلع علي في بعض زلاتي فقال :
إذهب فلا غفرت لك !
أفـق من سكرتك أيـها الغافـل .. وتحقّـق انك عن قريب راحل ..
فإنما هي أيـام قلائـل فخذ نصيبك من ظل زائل..
واقضي ماأنت قاض وافعل ماأنت فاعل .
أنسيت يامغرور أنك ميتأيقن بأنك في المقابر نازلُ
تفنى وتبلى والخلائق للبلىأبمثل هذا العيش يفرح عاقل؟!
رضى نبينا صلى الله عليه وسلم عن ربه
من أراد أن يعلم حقيقة الرضى عن الله عز وجل في أفعاله ..
وأن يدري من أين ينشأ الرضى فليفكر في أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فإنه رأى أن الخالق مالك ، وللمالك التصرف في مملوكه..
ورآه حكيماً لايصنع شيئاً عبثاً .. فسلم تسليم مملوك لمالك حكيم..
- بُعث صلى الله عليه وسلم إلى الخلق وحده والكفر قد ملأ الآفاق ..
فجعل يفر من مكان إلى مكان واستتر في دار الخيزران ( دار الأرقم ) وهم يضربونه إذا خرج ..
ويدمون عقبه ،وشق السّلى على ظهره، وهو ساكت ساكن !!
- ويخرج كل موسم فيقول : من يؤويني .. من ينصرني ؟!
ثم خرج من مكه فلم يقدر على العود إلا في جوار كافر ..
ولم يوجد في الطبع تأنف ، ولا في الباطن اعتراض .
- ثم يبتلى فيشدُ الحجر .. ولله خزائن السموات والأرض!!
- ويقتل أصحابه ، ويشج وجهه، وتكسر رباعيته..
ويُمثل بعمه وهو ساكت !!
- ثم يرزق ابناً ويُسلب منه ( هو إبراهيم أبن النبي صلى الله عليه وسلم )
فيتعلل بالحسن والحسين ( أي ينشغل بهما ) فيُخبر بما سيجري عليهما .
- ويسكن بالطبع إلى عائشة – رضي الله عنها – فيُنغص عيشه بقذفها .
-ويبالغ في إظهار المعجزات فيقوم في وجهه مسيلمة والعنسي وابن الصياد .
- ويقيم ناموس الأمانة والصدق فيقال : كذاب ساحر !!
-ثم يعلقه المرضُ فيوعك كما يوعك رجلان وهو ساكن ساكت ..
- ثم يشدد عليه الموت فتسلب روحه الشريفه وهو مضطجع في كساء ملبد وإزار غليظ !!
- هذا الشيء ماقدر على الصبر عليه كما ينبغي نبي قبله ،ولو ابتليت به الملائكة ماصبرت.
- هذا آدم عليه السلام تباح له الجنة سوى شجرة ، فلا يقع ذباب حرصه إلا على الفقر .
ونبينا صلى الله عليه وسلم
يقول في المباح : " مالي وللدنيا "
- وهذا نوح عليه السلام يضجُ مما لاقى ..
فيصيح من كمد وجده :{ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا }..
ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول " اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون "
- هذا الكليم موسى صلى الله عليه وسلم يستغيث عند عبادة قومه العجل..
ويتوكأ على القدر قائلاً { إن هي إلا فتنتك } ويوجّه إليه ملك الموت فيقلع عينه .
وعيسى صلى الله عليه وسلم يقول : إن صرفتَ الموت عن احد فاصرفه عني .
ونبينا صلى الله عليه وسلم يخير بين البقاء والموت فيختار الرحيل إلى الرفيق الأعلى
- هذا سليمان يقول : { هب لي ملكاً }
ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول " اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً "
- هذا والله فعل رجل عرف الوجود والموجد..
فماتت أغراضه ، وسكنت اعتراضاته فصار هواه فيما يجري .