
صفـات المحبيـن
قال الله تعـالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ
فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ
يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
وقال تعـالى :
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
قال الحافظ ابن رجـب :
فوصف الله سبحانه المحبين بخمسة أوصاف :
احدها : الذلةُ على المؤمنين ..
والمراد : لين الجانب ، وخفض الجناح والرحمة
والرأفة للمؤمنين
الثاني : العزة على الكافرين ..
والمراد : الشدة والغلظة عليهـم .
الثالث : الجهـاد في سبيل الله ..
وهو مجاهدة أعدائه باليد واللسان ..
وذلك أيضاً من تمام معاداة أعداء الله..
الذي تستلزمه المحبـة . .
أيضاً فالجهاد في سبيل الله ، فيه دعاء الخلق إلى الله ..
وردّهم إلى بابه بالقهر لهم والغلبة .
الرابع : أنهـم لا يخافون لومة لائـم ..
والمراد أنهـم يجتهدون فيما يرضى به الله من الأعمال ..
ولا يبالون بلوم من لامهم في شيء منه إذا كان فيه رضا ربهم .
وهذا من علامات المحبـة الصـادقة ..
حيث أن المحبّ يشتغل بما يرضى به حبيبه ومولاه..
ويستوي عنده من حمده في ذلك أو لامـه .
وفي هذا المعنى يقول بعضهم :
وقف الهوى بي حيث أنت فليس ليمتأخرٌ عنه ولا متقدّم
أجدُ الملامةَ في هواك لذيذةًحبّاً لذكرك فليلُمني اللّوَمُ
الخامس : متابعة الرسول
وهو طاعته وإتباعه في أمره ونهيه ..
والمراد أن الله تعالى لا يُوصل إليه ..
إلا من طريق رسوله

..
بإتباعه وطاعته ، كما قال الجنيد وغيره : الطرق إلى الله مسدودة
إلا من أقتفى أثر الرسول
عبــــرة
ذكر مسلم في بلاد الغرب أن أحد المسلمين التائهين ..
طلب منه أن يدعو خليلته إلى الإسلام ليتزوجها..
قال: فلما علمت اتصلت بي هي، وقالت:
هو يريدني أن أسلم! كيف ذلك؟
وهو لا يأخذ دينه على محمل الجد..
فدينه يمنعه من إقامة علاقة جنسية خارج الزواج..
ودينه يطلب منه أن لا يشرب الخمر وهو يفعل ..
مما يعني أنه غير مقتنع بدينه، فكيف أقتنع به أنا ؟!