
كيف أصبـحت ؟
* قال حوشب يوماً لحسان بن أبي سنان :
كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟
قال : أصبحت قريب أجلي .. بعيد أملي .. سيئ عملـي !!
* وعن هشام بن حسان قال :
سمعت أبا الضريس عمارة بن حرب يقال له :
كيف أصبحت يا أبا الضريس ؟ فيقـول : إن نجوتُ من النار فأنا بخيــر
* وقال عطـاء الأزرق : قلت للحسن :
كيف أصبحت يا أبا سعيـد ؟ كيف حالك ؟
قال : بأشدّ حال ..
ما حال من أمسى وأصبح ينتظر الموت لا يدري ما يفعل الله به !
* وقيل للربيع بن خُثيم :
كيف أصبحت يا أبا يزيد ؟
قال : أصبحنا ضعفاء مذنبين .. نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا .
* وقال رجل لعمر بن عبدا لعزيز :
يا أميـر المؤمنين كيف أصبحت ؟
قال : أصبحت بطياً بطيناً متلوثاً في الخطايا ..
أتمنى على الله – عز وجل – الأماني !!
* وعن جعفر بن سليمان قال :
سمعت إبراهيم بن عيسى اليشكري إذا قيل له : كيف أصبحت
قال :أصبحت في أجل منقوص .. وعمل محفوظ ..
والموت في رقابنا .. والقيامة من ورائنا ..
ولا ندري ما يفعل الله – عز وجل – بنـــا .
* وعن هشـام قال :
لقيت محمد بن واسع فقلت له : كيف أصبحت فقال :
أصبحت سيئ عملي.. قريب أجلي .. بعيـد أملي .
* وقيل لأبي تميمـة الهجيمي :
كيف أصبحت قال .. بين نعمتين :
ذنب مستـور .. وثناء من الناس ما بلغه عملي .
* وقيل لذي النون : كيف أصبحت ؟
فقال أصبحت وبنا من نعم الله ما لا يحصى ..
مع كثير مّا نعصـي .. فلا ندري على ما نشكـر ؟
على جميـلِ ما نشر ، أم قبيـح ما سُتر !!
وأنـــــت يــــا أخــــي !! كيـف أصبحـت ؟
أمــا رأيت القوم على شدة ما ذكر عنهم ..
من اجتهـاد في العبـادة ومداومة على الطاعة ..
مــاذا يقـولـون ؟
أمــا رأيت كلامهم ؟
عمر بن عبد العزيز يقول :
أصبحت بطياً بطيناً متلوثاً في الخطايا ! !
* حكى سلم بن بشير أن أبا هريرة -رضي الله عنه –
بكى في مرضه فقيل له ما يبكيك ؟
فقال : أبكـي لبعـد سفـري .. وقلة زادي ..
وأني أصبحت في صعود ومهبطه ..
إلى الجنـة أو نـار .. فلا أدري إلـى أيتهـما يُسـلك بـــي ! !
- فإذا كـان هـذا الصحـابي الجليـل ..
الذي لازم رسول الله صلى الله عليه وسلم
في سفره وإقامته ..وروى عنه ما لم يرو عنه غيره من الأحـاديث ..
وكـان زاهـداً صـابراً تقيــاً ورعاً ..
حتـى إنه كـان يُصرع من الجـوع بسبب انشغـاله
في طلب العلـــم وحفظ السنّة ..
وكان يقسم الليــــل ثلاثاُ فيقـوم ثلثه ..
وتقـوم امرأته ثلثه ..
ويقوم ابنـه ثلثه ..
وكان يذهـب إلى السوق ويحمـل حزمة الحطـب على ظهره ..
وهو يومئذٍ خليفة لمروان ويقول :
أوسعوا الطريـق للأميــر ! !
ومـع ذلـك كلـــه يبكـي عند موته بُعـد السفر وقلـة الزاد ..
فمــا عسـانـا – نحــن المضيّعيـن نقــول ؟!
اللهم غفراً اللهم غفراً .