عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2008, 04:36 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مهــღــآآو
 
الصورة الرمزية مهــღــآآو
 

 

 
إحصائية العضو






مهــღــآآو غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  none
مزاجي

الجنس
 
SMS يآرٍبَ قدٌرٍنيَ علِىآ حٌِبَ ღ لكہ ξـيـღْ ـہٌوني وٍرٌضَِآهَـ

 

 

 

 

 

 

افتراضي الـحلـــمــ سيــــــد الأخــــــلاقـــ ..!!‏


 



الحلم سيد الأخلاق

قمة ما يتمناه العبد يوم القيامة أن يُبعث في زمرة حسن الخلق. وما من شيء أثقل في ميزان العبد من الخُلُق الحسن وصاحب الخلق الحسن ليبلغ بحسن خُلقه درجة الصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر. وفي الحديث الشريف :" الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد والخلق السيئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل". وما مدح الله تعالى نبيّاً كما مدح المصطفى عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } والحِلم قمة في حسن الخلق. إذا بلغ العبد مرحلة أن يكون حليماً فقـد جمعت له كل عناصر حسن الخلق فقـد بلغ مرحلة كمال الخلق الحسن وقد قال الإمام علي رضي الله عنه الحِلم سيد الأخلاق. وعلى الإنسان أن يتصف بصفات وأوصاف يتـدرج فيها صعوداً إلى أن يصير حليماً ولهذا مدح الله تعالى إبراهيم عليه السلام: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ) بل إن الله تعالى وصف نفسه بأنه غني حليم، عليم حليم وشكور حليم وكل واحدة من هذه الصفات تعني مفصلاً معيناً.

الصبر :

أول مراحل حسن الخلق الصبر (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) والصبر هو حبس النفس عن المصيبة من موت أو مرض أو قتل أو مصيبة أو زلازل وطوفان ويتدرج الصبر في كثير من القضايا حينئذ نقول أن الصبر هو أول مراحل الصعود الى حسن الخلق الكامل الذي هو الحِلم. والكلام عن الصبر يطـول وبعـد أن جعل تعالى الصبر على المصائب عاد وجعله عن المصائب الناتجة من الغير كالصبر على الاعتداء المادي وهناك اعتداء مادي واعتداء معنوي (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ).

كظــم الغيــظ:

بعـد الصبر العام وبعد كون الإنسان صابراً يتدرج لأن يكون كاظماً لغيظه. أن تصبر على رجل أساء اليك وتبدي غضبك فهذا أمر والأعلى من مجرد الصبر أن تكظم غيظك (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ). اعتدى عليك أحـدهم بالشتم أو السب أو الطعـن في العرض فغضبت غضباً شديداً حتى صار غيظاً لكنك كظمته كما تكظم فم القِـربة حتى لا يسيل الماء منها فهذا أعلى من الصبر لأن الصبر قـد يصاحبه إبداء للغضب أو شكوى من الذي أغاظـك
أما كاظم الغيظ فهو لا يبـدي غضبه أبـداً.

العفــو:

الصبر أولاً ثم كظم الغيظ والأعلى منهما العفـو وقـد تكظم غيظك لكن تشتكي على الذي آذاك (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ)
أن تعفـوا عمـن ظلمـك وكل هذه المراحل فيها آيات وأحاديث عديدة عجيبة.

الصفـــح :

الأفضل من العفـو هـو الصفح . والصفح هو العفـو بـلا تأنيب (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) لمّا تعفـو قـد تعفـو وتـؤنّب أما الصفح فهو أن تعفـو بـلا تأنيب نهائياً الصفح الجميل والأعلى منه الصفح الجميل وهو بالإضافة إلى الصفح فيه عطاء للذي أساء إليك تصبر وتكظم غيظك وتعفو وتصفح ثم تحسن إليه بعطاء ومنها قصـة أبو بكر ومسطح عندما عفا عنه في حادثة الإفك وأستمر في عطـاءه له (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)

والصفح الجميل هو الإحسان وكان الإمام جعفر الصادق إذا أخطأ أحد عبيده أعتقه ومن شدة حلمه كان يطمع فيه الخدم.

الحِلـــــم :

الحِلم هو أن لا تغضب في نفسك أو في العَلَن .الحليم لا يكون في نفسه أي غضب على من أساء إليه وهـذه قمة الإنسانية ولا نجـد الكثيرين من هؤلاء (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) . وجميعنا يعلم حِلم رسول الله الذي ظهر جلياً في فتح مكة حين قال :"اذهبوا فأنتم الطلقاء" وليس في قلبه شيء من الغضب على أهل مكة الذين أخـرجوه وعذبـوه هو وأصحابه. وممن عُرف بالحِلم علي بن أبي طالب والأحنف بن قيس وعمر بن عبد العزيز. والحليم لا يغضبه شيء إلا الاعتداء على حرمات الله تعالى ولا يكون الحليم حليماً إلا وقد مرّ بعدة صفات ومواصفات من منظومة حسن الخلق فكل حليم صابر كاظم لغيظه عفـو يصفح عن الناس لكن قـد يكون الإنسان صابراً ولا يكون حليماً فالحِلم جمع الخلق الحسن ومن بلغ مرحلة الحِلم فقـد فاز ولهذا قال الإمام علي بن أبي طالب: الحِلم سيد الأخلاق. والحِلم لا يكون إلا مع القـدرة لأن غير القادر إذا حلم فحلمه يسمى جبناً. والله تعالى هو الغني الحليم والعليم الحليم. قـد يكون الإنسان حليماً على غيره لكنه جاهل بوقائع الأمور ومدى تعدي المجرم فيسكت لكن الله تعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ومع هذا فهو حليم على عباده فالرجل الذي قتل مئة نفس الله تعالى وحده يعلم مدى جـرم هذا الإنسان ومع هذا ومن حلمه سبحانه وتعالى غفـر للقاتل بمجـرد أن تاب واستغفر ربه فتاب الله تعالى عليه. وملوك الأرض عندما يكونون على حلم تنقـاد لهم شعـوبهم طـواعية عندما سُئل الأحنف بن قيس لم أنت حليم هكذا؟ قال: وجدت الحلم أنصر لي من الرجال. وشدة الحلم أعظم درس في التربية.

حِلـــــم الله تعالى :

رب العالمين القوي الجبار المتكبر يستر ذنوب عباده مهما بلغت ويأخـذ عبده المذنب يوم القيامة في كنفه فيسأله ألم تفعل كذا في الدنيا وسترتها عليك؟ فيقول العبد أجل يا رب فيقول سبحانه وأسترها عليك وأغفـرها لك اليوم وهو تعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فكم يـذنب المرء وكم تحدثه نفسه بالمعاصي والشهوات ومع علم الله تعالى بكل هذه الأحاديث لا يحاسب عليها إلا أن يفعلها الإنسان وحتى لو فعلها ثم تاب واستغفر ربه يغفر الله تعالى له.

ومن حلم الله تعالى حلمه على فـرعون الذي ادعى أنه الإله ومع هذا أرسل الله تعالى له نبيين وأوصاهما بأن يقولا له قولاً ليناً. [فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ]
ومن حلمه تعالى أنه لو بلغت ذنـوب العبد ما بلغت يغفـرها الله تعالى له كما جاء في الحديث القدسي" عبدي لو جئتني بقراب الأرض ذنوبا لا تشرك بي شيئا بقرابها جئتك بقـرابها مغفرة"...

فبمجرد أن يكون الإنسان موحداً يغفر الله تعالى له (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء). والمشرك هو الذي يخرج نفسه من دائرة الإنسانية فكل المخلوقات التي خلقها الله تعالى تسبح له والإنسان الذي أسجد تعالى له ملائكته وأعطاه عقـلاً استنباطياً فكفر بالله تعالى يكون من العـدل أن لا يغفر الله تعالى له لأنه أخرج نفسه من دائرة الإنسانية التي كرّمه تعالى بها ودخل في بهيمية.

ومن حلمه سبحانه وتعالى أنه يبدل السيئات حسنات فإذا تاب المذنب يبـدل الله تعالى سيئاته حسنات.
[إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ]الفرقان70

قالــــوا في الحِلـــم :

من حلِم ساد. ومن عفا عظم ومن تجاوز استمال القلوب إليه. سئل الأحنف بن قيس بم سدت قومك؟
قال وجدت الحِلم أنصر لي من الرجال.
لا سؤدد مع الانتقام فمن انتقم فقـد شفي غيظه فـلا يجب حمده.
شدة الحلم تـزيد في العمر فالحليم يطول عمره لأن الغليان والحقد يقصر العمر أما الحليم فيبقى صحيح الجسم ويطول عمره.

الحلم هو ضبط النفس عند الغضب ، والصبر على الأذى ، من غير ضعف ولا عجز ابتغاء وجه الله تعالى

وتتفاوت قدرات الناس في ضبط النفس ، والصبر على الأذى ،فمنهم من يكون سريع الانفعال ويقابل الأذى دون النظر في العواقب ، ومنهم من يتمالك نفسه ، ويكبح جماح غضبه ويتحلى بالصبر والحلم ويتلمس الأعذار والمبررات لمن أساء إليه ، وهذا هو الرجل الحليم

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه رضوان الله عليهم بالتحلي بالحلم في تعاملهم ، ويحثهم عليه بنفس القدر الذي يحثهم على طلب العلم وكان مع ما أعطاه الله من خلق عظيم وصفات حميدة يدعو الله بأن يجعل الحلم زينة له فيقول : ( اللهم أغنني بالعلم، وزيني بالحلم ، وأكرمني بالتقوى ، وجملني بالعافية )

كما يرفع الله تعالى منزلة الرجل الحليم ، فإنه يناصره ويقف إلى جواره أمام من يعاديه ، فقد روي أن رجلا جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، ويجهلون علي ، وأحلم عنهم ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : (إن كان كما قلت فكأنما تسفهم المل ، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك )

ويعد الحلم وسيلة إلى تبوء المراكز الهامة في المجتمع ، وكانت العرب تقول في أمثالها : (من حلم ساد) ومن هؤلاء الذين تزعموا أقوامهم بسبب حلمهم عرابة بن أوس ، والأحنف بن قيس ، وروي أن معاوية بن أبي سفيان قال لعرابة بن أوس : بم سدت قومك يا عرابة ؟ فقال عرابة : يا أمير المؤمنين كنت أحلم عند جاهلهم ، وأعطي سائلهم ، وأسعى في حوائجهم ، فمن فعل منهم فعلي فهو مثلي ، ومن جاوزني فهو أفضل مني ، ومن قصر عني فأنا خير منه

وإن الحلم فضيلة تقع بين رذيلتين متباعدتين ، فمن وراء يمين الحلم يأتي التباطؤ والكسل ، والتواني والإهمال ، وتتبدل الطبع عند مثيرات الغضب ، ومن وراء يسار الحلم يأتي التسرع في الأمور واستعجال الأشياء قبل أوانها ، والذي جعل الحلم فضيلة خلقية هو اعتداله ، ومسايرته لمقتضى العقل السليم ، والآثار النافعة المفيدة الخيرة التي تترتب عليه.


يتبـــع

 

 

الموضوع الأصلي : هنا    ||   المصدر : لك عيوني
التوقيع

[flash=http://7mar.cc/swf/8-2009/g0zf14jg.swf]WIDTH=560 HEIGHT=235[/flash]


[glow=333333]
تسلم يدينك أحمــد كل الشكر لك ياغـآلـي ..

[/glow]

 

رد مع اقتباس