عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2009, 08:58 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نضره وترحل
 
الصورة الرمزية نضره وترحل
 

 

 
إحصائية العضو






نضره وترحل غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  France
مزاجي

الجنس
 
SMS الظاهر اني فـوق حجمكـ عطيتكـُ

 

 

 

 

 

 

افتراضي


 

يا من رميت بأبيك و أمك في دور العجزة يا من تبكي أمك حتى تنام كمدا .. أقرأت .. فقل و أسفاه

· قال سفيان بن عيينة : قدم رجل من سفر ، فصادف أمه قائمة تصلي ، فكره أن يقعد و أمه قائمة ، فعلمت ما أراد ، فطولت ليؤجر
أخي كم من مرة أتيت أباك فجلست بجانبه ولم تسلم عليه :.. بل كم مرة أتاك
فلم تقم له .. كم مرة كلمك فلم تعره انتباهك ، كم طلبت أمك منك كذا وكذا
فقلت لها في وقت آخر .. كم أبكيت أمك ؟ أفلا تستحي..
· كان هذيل يبعث لأمه بحلبة الغداة ، فتقول يا بني تعلم أني لا أشرب نهارا
فيقول : أطيب اللبن ما بات في الضرع ، فلا أحب أن أوثر عليك ، فابعثي به
إلي من أحببت
هل تسمع هذا يا من بلغت المناصب فرأيت فقر أمك من المصائب فتبرأت منها وصرت من معرفتها تائب .. فلأنت في يوم القيامة الخائب
من أبكى والديه و أحزنهما .. و أسهر ليلهما و حملهما أعباء الهموم ، و
جرعهما غصص الفراق .. ووحشة البعاد ، هل أحسنت إليهما و أجملت في
معاملتهما : صغيرا يبكيان عليك إشفاقا وحذرا ، وكبيرا يبكيان منك خوفا
وفرقا .. فهما أليفا حزن ، وحليفا هما وغما ...
فلما بلغت موضع الأمل ومحل الرجاء ، قلت : أسيح في الأرض فأطلب كذا وكذا ،
ففارقتهما علي رغمهما باكيين ، وتركتهما في وكرهما مخزونين ، فأثكلتهما
أحب طلعة علي وجه الأرض إليهما ، فإن غاب شخصك عن عيونهما لم يغب خيالك عن
قلوبهما . ولئن ذهب حديثك عن أسماعهما لم يسقط ذكرك عن أفواههما ..
ولطالما بكيا وحزنا إن تأخرت حين الرواح والمساء .
فكيف إذا أغلقا بابهما دونك ، و أبصرا خلو مكانك ، فقدا أنسك ، ولم يجدوا
ريحك .. فكان ملاذهما سح الدموع .. وملجأهما الاستكانة والخضوع ، فصار
العين أثرا ، وعاد الولد خبرا ، فكل غريب ولدهما .. وكل ميت هو لهما

و أوصاكمو بالوالدين فبالغوا في برهما
فالأمر في ذاك والرحما
فكم بذلا من روفة ولطافة وكم
منحا وقت احتياجك من نها
و أمك كم باتت بثقلك تشتكي
تواصل من مشاقها البؤس والغما
وفي الوضع كم قاست وعند ولادها
مشقا يذيب الجلد واللحم والعظما
وكم سهرت وجدا عليك جفونها
و أكبادها لهفي بجمر الأس تحمي
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها
حنوا و إشفاقا و أكثرت الرما
فضيعتها لما أسنت جهالة
و ضقت بها ذرعا و ذوقتها سما
وبت قرير العين ريانا ناعما
مكبا علي اللذات لا تسمع اللوما
و أمك في جوع شديد وغربة
تلين لها مما بها الصخرة الصما
أهذا جزائها بعد طول عنائها
لأنت لذو جهل و أنت إذا أعمي




(نضــــرهـ )

 

 


التوقيع



 

رد مع اقتباس