الفلاش
 
     التسجيل    التلفزيون    إربح وزنك ذهب    شاهد منزلك  خواطر ادبيه    شبكة لك عيوني   مكتبة الفيديو    مقياس الحب    الإتصال بنا    
 
رسمنا الإبداع بجهودنا فتميزنا بـ / إسلوبنا فعندما وصلنا للقمه : تركنا بصمتنا ورحلنا - إدارة لك عيوني

 

صفحة جديدة 2
 
العودة   منتديات لك عيوني > الاقسام الإداريه > لك عنوني مواضيع مكرره
اسم العضو
كلمة المرور
التسجيل التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم
 

:: ورقة سقطت من دفتر ذكرياتي ::

لك عنوني مواضيع مكرره


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 08-08-2009, 12:00 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شيخ نفسه
 
إحصائية العضو






شيخ نفسه غير متواجد حالياً

معلومات إضافية
الدولة  Saudi Arabia
مزاجي

الجنس  male_saudi_arabia
 
SMS منتديات لك عيوني ابداع وتميز

 

 

 

 

 

 

افتراضي :: ورقة سقطت من دفتر ذكرياتي ::


 

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

تحت جنح الظلام الحالك من شهر يناير الشديد البرودة، ودّعتُ صديقي الذي أبى إلا أن يوصلني إلى محطّة القطار، بعد أن استرق دقائق معدودات من ليلة عرسه، خرجتُ من سيارته الدافئة لأستقبل جو الشتاء البارد المصحوب بقطرات ندى تقشعرّ لها الأبدان، أعطاني الفرصة الأخيرة لأعدل عن قراري في العود إلى الديار، لكني ألححتُ في الامتناع ملوحا بعذريَ الوحيد الذي أتبجّح به في مثل هذه المواقف، و الذي لا يستطيع أحد مناقشته أو مقاومته، "دعني أذهب فزوجتي بالانتظار"، لم أكن متأكدا إن كانت هناك رحلات في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل أو سأنتظر حتى الصباح، دخلتُ المحطة، فإذا بها فارغة من خلق الله و لولا شريط اللوحة الإلكترونية الذي يشير إلى قطار قادم عند الرابعة فجرا،لظننتُ أنها مهجورة، سألتُ موظف الاستقبال ، إن كان هناك قطارا قادما، فأومأ رأسه بالإيجاب و هو يتثاءب من نوم عميق، أديتُ ثمن التذكرة، و دخلتُ إلى الساحة التي تغمرها عتمة الظلام، فضلت الجلوس على المقعد الخشبي البارد أستنشق النسيم العليل الذي يميز هذا الوقت الذي يسبق الفجر، بقيتُ للحظات وحدي، أراقب الساعة كل مرة، حتى جاءت شابة بملابس أنيقة عصرية، وقفت على بعد أمتار قليلة مني، لم تُلق عليّ التحية رغم رؤيتها لي، استغربتُ وجود فتاة في العشرينات في محطة القطار بهذا الوقت المتأخر جدا، بدأت الوساوس تنتابني بشأنها فأنظارها تلاحقني، و كأنها تريد أن تخبرني بشيء، أو أنها خائفة من الظلمة المحيطة بالمكان، أو... بادلتها النظرات بحذر، لعلي أستشف من عينيها شيئا، لكن الظلمة و بعد المسافة حالتا دون تحقيق هدفي، مرت دقائق قليلة و نحن على هذه الحال فإذا برجلين يقتربان منها بخطى سريعة، بدآ الحديث معها و كأنهم يعرفون بعضهم البعض، لكن صوتهما ما فتئ يتصاعد، رغم ذلك لم أستطع فهم ما يدور بينهم، فجأة صفع أحدهما الفتاة المسكينة، فتملّكني شعور بالذعر و الخوف، و بدأت تتقاطر علي أفكار و تساؤلات، "من هؤلاء" "هل لي أن أتدخل؟ هل أستطيع؟" "ماذا إن كانا لصين و معهما سلاح أبيض؟ هل أخاطر بنفسي؟ و من يعيل أسرتي إن أصابني مكروه؟" ازدحمت علي هذه الأفكار و الوقت لا يرحم، و استحضرتُ العزيمة التي كانت تشغلني في تغيير المجتمع و إصلاحه، فقد كنتُ حينها ساخطا على وضع الأمة الإسلامية فيما هي عليه من هوان وتشتت، و أرجعتُ السبب في ذلك لضعف إيماننا بالله، و ترك جهاد النفس التي توغلت في مستنقع الشهوات و متاع الدنيا. فالتقى الجمعان وتصارعا على الانفراد بالقرار، فالأفكار الخنوعة تدعو إلى غض الطرف عما يحدث أمامي، فأنا لستُ ملك نفسي، فكيف لي أن أُرمّل زوجتي في عامها الوردي الأول، وكيف لي أن أسمح بأن يُيتَّم إبني قبل أن يولد و لربما لا تستحق الفتاة كل هذه التضحية، و الأفكار الثائرة تذكرني بأن التغيير يبدأ بنفسي و بمحيطي قبل التفكير فيما هو أكبر، و ربما هذا اختبار من الله تعالى يمتحن إيماني و نيتي في التغيير و الإصلاح. فاخترتُ الخيار الأصعب متوكلا على الله في ذلك، و قلتُ لهم بصوت ثابت " يا سادة، دعا الفتاة و شأنها، ما الذي فعلَته حتى تلقى منكما سوء المعاملة؟ " حملقا فيّ قليلا، وتهامسا ثم تقدّما نحوي، عرفتُ أن العراك هي الخطوة الموالية، استعددتُ له رغم قلة حيلتي في الفنون القتالية، و عند اقترابهما لي أرسل أحدهما قبضته نحوي و هو يهمهم بكلمات ساخطة: " ما دخلك يا هذا؟ أ تحسب نفسك بطلا؟" لم تُصبني اللكمة الأولى لأنها لم تكن مركزّة، يبدو أن السُّكْرَ قد أثَّر على تحرّكاتهما، توالت اللكمات عليّ، تصدّيتُ لبعضها لكن أغلبها أصابت هدفها، اكتفيتُ بالدفاع فلم يتركا لي الفرصة لردّ الضربات، تعالت صرخات الفتاة و عمّت المكان، و بعد لحظات، التحق حارس الأمن و شرطي المراقبة، ليتم إنهاء النِّزال بالقبض على الرجلين الثملين، اقتربت الفتاة مني لتشكرني بعبارات الامتنان بعد أن وصفت شجاعتي النادرة للحاضرين الذين تجمهروا بسرعة البرق، لم أكن مصدقا لما انتهى به المطاف، فحتى كلماتها لم أصغي إليها بقدر ما أصغي إلى نفسي و ما توسوس لي به، لم أنتظر انتهاء كلامها، و لم أسأل عن طبيعة علاقتها بالرجلين لغاية لم أعِ حتى اللحظة مغزاها، تلقّيتُ كلمات الشكر والإعجاب من نظرات الحاضرين، ها قد وصل القطار، فركبته بتأن شديد فهول ما حدث أعجز ركبتيّ عن الحركة، لم ألتفت ورائي لأن ما تركته سيبقى وساما أفتخر به و يزين صفحات الذكريات البيضاء و السوداء التي طبعت حياتي.

 

 

 

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.