[align=center]العينُ حقٌّ
"ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين"
تعريفها - كيفية التحرز منها - علاجها
تعريف العين
تأثير العائن على المعيون
سبب وجهة تأثير العين
كل عائن حاسد وليس كل حاسد عائناً
الأدلة على تأثير العين على المعيون
العين عينان
صنفا العائن
العين تسرع إلى الأطفال ولبعض الناس أكثر من غيرهم
التحرز من أضرار العين
أ. ما يتعلق بالعائن
ب. ما يتعلق بالمعيون أو من يخشى عليه العين
علاج العين
أولاً: العلاج بالاغتسال إذا عُلم العائن وحُدِّد
ثانياً: العلاج بالرقى والتعاويذ النبوية
الاستشفاء والاسترقاء بالقرآن
متى يجوز أخذ الأجرة على الرقية
حكم الذهاب إلى السحرة والكهان والمتشعوذين
حكم العلاج بالنُّشْرَة المحرمة
نماذج لبعض العائنين والمعيونين
الحجر على من عرف بالإصابة بالعين من مداخلة الناس
من ثبت أنه قتل بعينه هل يقتاد منه ويقتص أم لا ؟
تعريف العين
لغة
عان فلاناً يعينه إذا أصابه بعينه، فهو معين، ومعيون؛ ورجل عائن، ومعيان، وعيون.
اصطلاحاً
نظر باستحسان، مشوب بحسد، من خبيث الطبع، يحصل للمنظور منه ضرر.1
تأثير العائن على المعيون
ما من شيء يحدث في هذا الكون إلا بإرادة الله وتدبيره، ولحكمة يعلمها هو، ولهذا لا يستطيع أحد أن
يؤثر أويتصرف في أحد، لا عائناً، ولا حاسداً، ولا ساحراً، ونحوهم، إلا إذا أراد الله ذلك: "قل لن يصيبنا إلا
ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون"2، وقال صلى الله عليه وسلم: "واعلم أن الأمة لو
اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن أن يضروك
بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف" الحديث.3
حقيقة وكيفية تأثير العائن على المعيون من الكيفيات التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وعلينا أن
نؤمن ونقر بآثار ذلك، وإن لم ندر كيفية حدوث ذلك، تصديقاً لما صح عن الشارع الحكيم: "العين حق، ولو
كان شيء سابق القدر لسبقته العين".
سبب وجهة تأثير العين
ذهب الناس في سبب تأثير العين على المعيون مذاهب، هي:
1. يحدث ذلك بعد إرادة الله نتيجة لانبعاث قوة سمية من عين العائن ذي النفس الخبيثة تتصل بالمعين فتضره.
2. يحدث ذلك نتيجة انبعاث جواهر لطيفة من عين العائن تتصل بالمعين وتتخلل مسام جسمه فيتأذى من ذلك.
3. يحدث ضرر العائن على المعين بقدرة الله من غير سبب ولا تأثير، وهذا مذهب منكري الأسباب غير المرئية والمحسوسة، وهذا مذهب مرجوح.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: (والتأثير غير موقوف على الاتصالات الجسمية كما يظن من قلَّ علمه ومعرفته بالطبيعة والشريعة، بل التأثير يكون تارة بالاتصال، وتارة بالمقابلة، وتارة بالرؤية، وتارة بتوجه الروح نحو من يؤثر فيه، وتارة بالأدعية والرقي والتعوذات، وتارة بالوهم والتخيل.
ونفس العين لا يتوقف تأثيرها على الرؤية، بل قد يكون أعمى فيوصف له الشيء فتؤثر نفسه فيه، وإن لم يره، وكثير من العائنين يؤثر في المعين بالوصف من غير رؤية، وقد قال تعالى لنبيه: "وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر"، وقال: "قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد".
وقال: أبطلت طائفة ممن قل نصيبهم من السمع والعقل أمر العين، وقالوا: إنما ذلك أوهام لا حقيقة لها، وهؤلاء من أجهل الناس بالسمع والعقل، ومن أغلظهم حجاباً، وأكثفهم طباعاً، وأبعدهم من معرفة الأرواح والنفوس وصفاتها، وأفعالها، وتأثيراتها.
وعقلاء الأمم على اختلاف مللهم ونحلهم لا تدفع أمر العين ولا تنكره، وإن اختلفوا في سببه)
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (وقد أشكل ذلك على بعض الناس، فقال: كيف تعمل العين من بُعد حتى يحصل الضرر على المعيون؟ والجواب أن طبائع الناس تختلف، فقد يكون ذلك من سم يصل من عين العائن في الهواء إلى بدن المعيون، وقد نقل عن بعض من كان معنياً أنه قال: إذا رأيتُ شيئاً يعجبني وجدتُ حرارة تخرج من عيني، ويقرب ذلك بالمرأة الحائض تضع يدها في إناء اللبن فيفسد، ولو وضعتها بعد طهرها لم يفسد، وكذا تدخل البستان فتضر بكثير من الغروس من غير أن تمسها يدها، ومن ذلك أن الصحيح قد ينظر إلى العين الرمداء فيرمد، ويتثاءب واحد بحضرته فيتثاءب هو، أشار إلى ذلك ابن بطال، وقال الخطابي: في الحديث أن للعين تأثيراً في النفوس، وإبطال قول الطبائعيين أنه لا شيء إلا ما تدرك الحواس الخمس، وما عدا ذلك لا حقيقة له، وقال المازري: زعم بعض الطبائعيين أن العائن ينبعث من عينه قوة سمية تتصل بالمعين فيهلك، أويفسد، وهو كإصابة السم من نظر الأفعى، وأشار إلى منع الحصر في ذلك مع تجويزه، وأن الذي يتمشى على طريقة أهل السنة أن العين إنما تضر عند نظر العائن بعادة أجراها الله تعالى أن يحدث الضرر عن مقابلة شخص لآخر، وهل ثم جواهر خفية أولا؟ هو أمر محتمل لا يقطع بإثباته ولا نفيه).9[/align]