/
/
/
كانت صدفة ..
ورب صدفة خير من ألف ميعاد !
التقيا على حب الله والتآخي فيه
وتعاهدا على أن يكونا ( كالبنيان يشد بعضه بعضا )
•
•
وبخلاف الأجساد فإن المشاعر تنمو وتكبر في فترة وجيزة
ولاتحتاج إذا اكتمل الرواء إلى زمن طويل حتى تبلغ أشدها
وبلغ مابينهما صرحا شامخا من الحب الصادق
أو هكذا ظن أحدهما
وماأدرك أن ( الظن لايغني من الحق شيئا )
•
•
كان أحدهما يعتقد أن الحب من أدلة الإيمان
( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه )
فآثر وآزر وناصر
وكان الآخر ينظر إليه كحاجة يحكمها الزمان والمكان
فإذا انقضيا انقضت الحكاية
وأصبحت من قبيل كان ياماكان ..
وكان...
للحب بينهما
وجهان .. فضيلة ورذيلة
•
•
انهد ذلك الصرح ودكت أركانه دكاً دكا
ومن تحت الأنقاض يخرج
" قلب "
ينبض بحب
لايزيد بالبر ولاينقص بالجفاء
يصل ماانقطع بالدعاء
ويبتهل في صمت أن يغفر الله الزلل
(فما تواد اثنان في الله، فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما)
•
•
و " قلب " آخر
يخرج ينفض كفيه
يزيل آثار ماقد يكون علق بهما
مزهو بنفسه يمشي في الأرض مرحا
يظن انه يخرق الأرض أو يبلغ الجبال طولا
فقد أتقن البناء حين شاء
وحين شاء .. أتقن الهدم !!
•
•
وبين هذا وذاك
بون شاسع من أزمنة الصدق والنقاء والوفاء
أردت صاحبها طريح صدماته
لكنها زادته قوة إلى قوته
وتوعدت الآخر بيوم ( تعرضون لاتخفى منكم خافية )